رواية ميراث الندم للكاتبة امل نصر
المحتويات
المرأة نحو الموقد الغازي تقلب الطعام داخل الطنجرة تجيب بما ذهب به ظنها
هو المفروض زي ما بتقولي كدة بس هو يمكن عشان جاي من السفر وعايز يخلص وكمان متنسيش ان ابوكي يبجى صاحب جوز جميلة والراجل هو اللي كلمه ولم الاتنين على بعض يعني في بيتها مش اغراب
بدا جليا عليها الإقتناع بوجهة
طب انا صح ليه محدش خد رأيي في الحكاية دي مش لازم برضوا كان ابويا جه وسألني ان كنت موافجة عليه ولا لأ زي ما بشوف في المسلسلات
شاكستها والدتها تغيظها
وانتي بجى كنتي عايزاهم ياخدوا رأيك ليه يكونش مش عاجبك العريس خلاص اروح ابلغ ابوكي
لا ياما انتي ما صدقتي ولا ايه دا انا بهزر والله
عادت والدتها للضحك مرة أخرى لتعقب بتشديد ووعيد
ايوة كدة صنف ېخاف ما يختشيش سيبيني بجى اكمل الطبيخ اللي في يدي وانتي روحي وافطري واتسبحي عشان على جريب الضهر كدة هياجي العريس ياخدنا على محل الصاغة
يا حلاوة يا ولاد كمان هجيب الشبكة النهاردة
فور ان اخبره عما سمع ورأه بأم عينيه بالأمس انتفض عن مقعده يهدر به
إنت متأكد من كلامك دا بسيوني
رد يجيبه بلهجة قاطعة للشك
زي ما متأكد من شوفتك جدامي انت عارفني يا غازي بيه عمري ما هخربط بكلام واعر زي ده غير وانا متأكد
أكيد انت عارف ان الكلام ده ميطلعش حتى بينك وبين نفسك
رد بسيوني بثقة لرئيسه
طبعا يا بيه دي مش عايزة كلام
اومأ له لينصرف على الفور وتوقف هو محله عاقد الحاجبين بشدة يستند بذراع على احدى جزوع الاشجار الضخمة في محيط الحديقة وبيده الأخرى الممسكة بالعصا يطرق بها على سطح الأرض وتفكير مضني ما بين ڠضب يدفعه لكسر باب المضيفة الذي تتخفى بها بعيدا عنه كي يسألها ويعرف التفاصيل منها او الذهاب مباشرة نحو هذا البائس ابن عمه يكسر عظامه ويطحنه بالضربات الموجعة حتى يقر هو بنفسه عما حدث
ظل على حالته بوجه متجهم لا يبشر بالخير حتى انتبه عليه صديقه والذي أتى يلقي التحية ليتفاجأ بهذه الهيئة ويعلق ممازحا
لا إله إلا الله دي خلقة دي الواحد يصطبح بيها على اول الصبح في ايه يا عم ما تفرد وشك واعتبرني ضيفك مش واحد شغال عندك
لم يستجيب لدعابته بل الټفت اليه متحليا ببعض الزوق في الرد عليه
معلش يا يوسف سامحني خلجتي مجلوبة لأمر ضروري وشاغلني هنا في البلد وانت مش شغال عندي انت صاحب بيت
كلماته ارتدت بأثرها على الآخر ليسأله بقلق
موضوع ايه بالظبط انت شغلتني على فكرة ليكون خناقة ولا طار قديم وظهر زي ما بنسمع
قطب غازي بشبه ابتسامة لاحت على ثغره يعلق بسخرية
خناجة وطار وضړب ڼار في ايه يا يوسف هو انت ليه عايش في الخيال بتاع المسلسلات الصعيدية يا حبيبي احنا عايشين وبنمارس حياتنا الطبيعية يعني الحاجات دي مش سمة اساسية في بلادنا ومش في كل البلاد كمان عشان تعرف
مش في كل البلاد
ردد بها من خلفه يتصنع الحرج بدراما كادت ان تضحك غازي لولا نيران الڠضب التي تغلي بداخله فتغاضي يخاطبه
بجولك ايه انت مش كنت عايز تتفرج ع البلد النهاردة جبل ما تمشي انا هبعت معاك بسيوني دلوك يخليك تشوفيها حتة حتة وبالمرة تاخد فكرة على ملك الدهشان والأراضي اللي نملكها
تلقف يوسف قراره بترحيب مهللا
حلو انا كمان متشجع للمشوار ده كلمت فراج ابن اختك وجدان من شوية بس قالي انه هيوصل والدته تصبح ع العروسة مش انتوا عندكم صباحية بردوا للعرسان
بذكر العروس امامه استدرك غازي
ليتمتم وكأنه وجد الحل لمعضلته
روح ازاي كانت تايهة عني دي
وفي منزل العروس
والتي وقفت امام شقيقاتها بوجه تلون وانسحبت الډماء منه كطفل مذنب يلجمه الخطأ حتى عن الرد
عقب هذا السؤال المتوقع والموجه لها من الكبرى بعد ان انفردتا بها في غفلة من الحاضرين معهما من ابناء عمومتهن واشقاء العريس
يا
متابعة القراءة