رواية للعشق وجوه كثيرة بقلم نورهان العشري

موقع أيام نيوز


بعد أن جاهدت قدر الإمكان ان تجعله ثابت و لكن ألم قلبها كان يفوق الإحتمال و ما كان يزيده صوته الذي كان يتردد بأذنها ببطئ بكلماته السامه فقد حدث اكثر شئ كانت تخاف حدوثه و لأجله هربت بعيدا و لكن مهلا هل علم بسرها 
كاميليا حبيبتي انت فوقتي انت كويسه صح 
أخذ يوسف يردد كالمچنون غير مصدق انها امامه تتحدث

طلقني 
اول مرة حين نطقتها اخترقت كلمتها مسامعه كطلق ڼاري استقر بمنتصف قلبه و تلك النبرة الضعيفه التي تحدثت بها زادت من ألمه أيضا فاغمض عينيه بشده رافض تصديق ما قالته ما عساه ان يفعل فهو قد آذاها للدرجه التي لا تجعله قادر علي طلب الغفران و لكن صړخ به قلبه قائلا هذا ما اقترفته يداك 
و لكن كل هذا الالم تغلبت عليه فرحته برجوعها للحياه مرة آخري فتجاهلها للمرة الثانيه و رفع نظره إليها و قال بحب 
حمد لله عالسلامه أخيرا فتحتي عنيك انا هنادي عالدكتور ييجي يشوفك و يطمني عليك
هقولها للمرة الكام عشان تبطل تتجاهلها 
هكذا تحدثت پألم 
لو قولتيها للمرة المليون هتجاهلها بردو 
لم تنجح كلماته في محو ألمها فناظرته عينيها بعتب و قست لهجتها حين قالت 
معقول مش عايز تخلص من بنت زهرة
لملم شتات نفسه بصعوبه و استقام و توجه للنافذه موليا ظهره لها حتي لا تري ذلك العڈاب بعينيه فقد كان الندم يقرضه من الداخل و قلبه يؤلمه بشده فها هي ما ان فتحت عينيها حتي ارادت الانفصال عنه للأبد ماذا عساه ان يفعل فهو ان احړقوه حيا لن يستطيع ان ينفصل عنها فهي عشقه و حلمه الوحيد كان الزواج بها 
لأول مرة بحياته لم يسعفه عقله في التفكير و لم يعد يعرف ماذا يفعل او ماذا يقول لن يقدر علي طلب السماح منها مرة ثانيه فهي قد غدرت بقلبه اولا و هو بغبائه قد آلمها بشده و غدر بقلبها الذي لطالما توعد بحمايته فما الحل 
اشتدت قبضه يده فبرزت عروقه و تشنج فكه و أصبح تنفسه ثقيلا من فرط الألم ففرت دمعه هاربه من عيونه
تحكي مقدار ذلك الۏجع الذي يكمن بداخله 
لم يختلف الأمر بينهم كثيرا فهي كانت تحترق بنفس النيران و كانت تكتوي بنفس الۏجع فمن عذبها هو! و من جرحها هو ! و من أذلها هو ! و لكن هو حبيبها و زوجها 
تلك الكلمه التي لاطالما حلمت بها وعندما حصلت عليها لم تستطع الاستمتاع بها سوي لعده أيام قليله فهل طلبت الكثير فهي لم تتمنى شئ من تلك الحياه سواه 
هو فقط !
حتي عندما كان يطلب منها مسامحته فقد تمزق قلبها
عليه لكن لا تقدر ان تسامحه فقد كانت كلماته كخناجر تغرز بقلبها و تلك النظرة التي رأتها بعيناه لن تنساها أبدا
فوضعت يدها علي قلبها الموجوع و تساقطت الدموع من عيناها تبكي حبيبها و تبكي حالها و تبكي أمها الراحله التي لوثوها جميعهم 
نعم هي تعرف بأن كل أحاديثهم عنها كڈب لا يمكن ان تكون أمها بذلك السوء و إلا لما كان يحبها والدها لتلك الدرجه و أيضا صفيه كانت دائما ما تخبرها بأن أحاديث سميرة ليست سوي كذبه بسبب غيرتها الشديدة من والدتها
و أيضا هناك شئ بداخلها يخبرها بأن كل هذا كڈب و لكن هل يوسف أيضا ېكذب 
فظلت تبكي پقهر لم تشعر به من قبل 
يحدث ان يخرج الألم من بين عيناك علي هيئه أنهار من الدموع و ذلك لأن داخلك لم يعد يتسع 
نورهان العشري 
انا خطيبته انت مين يا حلوة 
قالتها سيدرا بغنج وهي لازالت متعلقه بمازن تنظر لتلك الجميله الغريبه التي لم ترها من قبل و لكنها شعرت بشئ بينهما
خطيبته 
قالتها كارما پصدمه ممزوجه بالألم و نظرت اليه بتوسل ان ېكذب حديث تلك الفتاه 
و لكنها رأت صدق حديثها في عيناه فأجابت بنبره يملؤها الألم 
انا و لا حاجه اعتبري انك مشوفتنيش أصلا زي مانا هعتبر اني مشوفتكيش انت و خطيبك 
قالت الأخيرة بسخريه و رمقته بنظرة ازدراء و هرولت خارجه من المكان حامله بقلبها جميع خيبات العالم
شعر مازن و كأن يد قد امتدت و اعتصرت قلبه عندما استمع لكلمات كارما و نبرتها الحزينه فهاهو كان علي وشك ان يخطو اول خطوة في طريق السعاده معها لتأتي تلك اللعينه و تخرب حياته مرة ثانيه و لكن لن يسمح ان تضيع منه حبيبته مرة آخري
فنفض يد سيدرا من حوله و هرول خلفها مناديا فلم تستجب له فاقترب منها ليوقفها بشده ليقول بلهفه 
كارما كارما حبيبتي اهدي و انا هفهمك
انتفضت من قربه و جذبت نفسها بشدة بعيدا عنه و قالت پغضب و صړاخ 
ابعد عني اوعي تفكر تقرب مني تاني فاااهم 
و اوعي تقول حبيبتي دي مرة تانيه يا اكتر انسان كذاب قابلته في حياتي 
اقترب منها هذه المرة بحذر قائلا بۏجع مكبوت 
ارجوكي اسمعيني اديني فرصه اشرحلك
خطيبتك و لا لا رد عليا قولي انك مفكرتش في واحده تانيه غيري قولي انك مربطتش اسمك بواحده تانيه غيري قولي اني عمري اللي عدى و انا مستنياك دا مرحش هدر رد عليا 
شعر مازن بكلماتها تخترق قلبه فتفتته إلى اشلاء فكيف بعد حديثها ذلك يستطيع ان يخبرها الحقيقه التي حتما ستجعلها تكرهه الي الابد اغمض عينيه بشده من فرط الۏجع فأفزعه سؤالها و اقترابها منه لذلك الحد 
رد عليا
قالتها و اقتربت منه حتي أصبحت ترى عينيه بكل ما يعتمل بداخلها من صراع قائلة بۏجع و صوت أشبه بالصړاخ 
خطيبتك و لا لا 
فصړخ هو الآخر قائلا 
كاانت كانت خطيبتي
فدار صمت قاټل لم يقطعه سوى رنين تلك الصفعه التي هوت بها علي خده و قالت بمراره 
انت احقر إنسان شفته في حياتي انا بكرهك و مبقتش عايزة اشوفك تاني طول عمري
القت بجملتها علي مسامعه و هرولت مسرعه تريد الذهاب لابعد مكان قد تراه فيه فإن كان ما فعله سابقا قد جرحها فما حدث الآن قد قټلها 
هل يمكن للشخص الوحيد القادر علي إيصالك لأقصي درجات السعاده ان يكون هو ذاته الشخص القادر ان يسقيك كل هذا الكم من الألم 
ليتك لم تعود مطلقا فتبقى صورتك الجميله محفورة بقلبي 
ليتني لم اقترب منك أبدا لتبقي جميلا كما اعتدتك 
أحيانا يكمن جمال الأشياء في كونها بعيدة فالقرب دائما ما يبين الندوب و التجاعيد التي حتما تشوه تلك الصورة الجميله التي كونها البعد 
نورهان العشري 
و يحدث ان تجعلك الحياه تلتقي برفيق روحك في أكثر الأوقات الخطأ و تضع بينكما الآلاف من الحواجز و العراقيل لكن تلك الخفقه الذي شعر بها قلبك عند اول لقاء ستجبره حتما على المحاربة و الاستبسال حتى آخر نفس في إزالة تلك العقبات واخضاعها 
فالحب عندما يأتي إما ان تعيش به او ټموت من أجله 
نورهان العشري
دخلت تلك الجميله الي ذلك المقهى تبحث بعيونها عن ذلك الفارس الوسيم و لكنها انبت نفسها بشده علي هذا اللقب مذكرة نفسها بانها هنا من اجل اخيها فقط
و أخيرا وجدت
ضالتها فتقدمت بخجل الي ان وقفت امام الطاوله و تقابلت أعينهم فشعرت بذلك التيار الكهربائي بداخلها فظهر ذلك جليا على وجهها الذي احمر بشدة مما ذاد من جمالها فاستقام علي و مد يده ليصافحها ثم دعاها للجلوس و بدأ بالحديث عندما رآها متوتره لهذا الحد
اذيك يا آنسه روفان 
حلوة 
قالتها بخفوت 
مانا عارف انك حلوة و
زي القمر 
كمان قالها علي بابتسامه مرحه فزاد حرجها وقالت بلهفة
اه لا يعني اقصد اني كويسه
طب الحمد لله 
الحمد لله 
تحدث علي محاولا قمع ضحكاته
تستاهلي الحمد يا ستي ممكن بقي اعرف ايه سر الدعوة اللطيفه دي 
مانا هقولك أهوة
كانت روفان تنظر في كل الاتجاهات عدا اليه 
اديني مستني
ظلت لدقائق ترتب حديثها تشعر بالخجل لا تعرف كيف و من اين تبدأ فشعر هو بمعاناتها فنظر إليها باستمتاع و قال قاصدا إرباكها اكثر
بصي هو الخجل و الكسوف اللي انت فيه دا معناه حاجه من اتنين يا اما معجبه بيا يا إما جايه تطلبيني للجواز ها قوليلي أنهي فيهم بقي 
صډمتها كلماته فهبت مندفعة
ايه لا طبعا و لا واحده من دول تصدق انا غلطانه اي جيت اصلا انا همشي عن اذنك 
و ما ان همت بالمغادره حتى اوقفها علي ثم تركها معتذرا ما ان نظرت الي يده 
انا اسف والله مكنتش اقصد
قالها باعتذار صادق ثم تابع
ممكن تقعدي نكمل كلامنا و اوعدك مش هضايقك تاني
اهدته روفان احدي ابتساماتها الجميله فشعر بأن الشمس اشرقت له وحده و أخذ ينظر اليها باعجاب شديد فخجلت هي و اخفضت رأسها فانتبه على نفسه و تحمحم قائلا
انا كنت بهزر معاكي والله لما لقيتك مكسوفه مكنش قصدي اضايقك ابدا 
خلاص حصل خير 
تمام نتكلم بقي بخصوص كاميليا و يوسف زي ما قولتيلي في التليفون انك عايزاني في حاجه تخصهم 
شرعت في الحديث براحة
فعلا انا سمعت تهديدك لجدي و كلامك عن ابيه يوسف عشان كدا جيت اوضحلك ان ابيه يوسف مش وحش ابدا و لا عمرة هيفكر يأذي كاميليا 
ثم اخذت تسرد له طبيعه العلاقه بينهم و اردفت حديثها ببعض مواقف يوسف الذي كان دائما ما يدعمها و يقف لمن ېؤذيها بالمرصاد و أخيرا اختتمت كلامها قائله 
يبقي مش حرام عليك تقول عليه كدا 
قالتها روفان برقه شديده و حزن فكان مظهرها طفوليا جذابا مما جعله يشعر بالذنب فهب مندفعا
تصدقي ان انا طلعت وحش اوي و ابن كلب كمان ياشيخه يخربيت اللي يزعلك 
قالها علي بحب و افتتان من رقتها و تعبيراتها الطفوليه 
فضحكت ضحكه عاليه نسبيا فاغتاظ علي من نظرات الناس حولهم 
لا والله ما تعلي صوت ضحكتك شويه كمان و تسمعي الناس كلها اصل في واحد شكله زعلان انه مسمعش ضحكه سيادتك 
روفان بخجل
انا والله مقصدش انا ضحكت ڠصب عني 
تحدث بخشونة 
خلاص بس متكرريهاش تاني 
حاضر 
يخربيت حاضر دي بصي بلاش تقولي حاضر دي كمان لأي حد 
تحدثت بمرح
لا اطمن دي من
النوادر انها تخرج مني اصلا 
ضحكا معا و تبادلا النظرات التي كانت تنبأ عن ميلاد قصه حب من نوع خاص و وجه آخر للعشق الذي مهما اختلفت اوجهه يظل في النهايه الغاية التي يبحث عنها الانسان و القدر الذي لا يستطيع أبدا الفرار منه 
طب ممكن أسألك سؤال 
هكذا تحدثت روفان فأجابها باختصار
اكيد اتفضلي 
هو انت كنت عايزني اجيب نيفين معايا اصلك يعني سألتني هي جايه معايا و لا لا 
ابتسم علي داخليا و قال بمكر 
قصدك البنت الأمورة اللي شفتها عندكوا في القصر 
ايوا هي 
قالتها روفان بحنق حاولت ان تداريه قدر الامكان فأجابها بصدق
مش فكرة كدا بس انا قولت اكيد مش هتيجي تقابليني لوحدك يعني فبما ان هي بنت
عمك و صاحبتك اكيد هتجبيها معاكي 
هبت باندفاع
لا هي مش مش صاحبتي و اصلا مبتطقنيش لا
 

تم نسخ الرابط