للعشق وجوه كثيرة الجزء الاول بقلم نورهان العشري

موقع أيام نيوز


إلى أدهم الذي كان يطالع سميرة و نيفين بشماته قائلا بحدة
روحهم كلهم عالبيت مش عايز اشوف حد هنا .
وافقه أدهم الحديث ثم نظر إلى كاميليا قائلا بأستفهام 
طب و كاميليا 
يوسف باختصار 
عم عبده هيوصلها .
بالفعل توجهوا جميعا الى الخارج و قد كانت حالة نيفين لا تبشر بالخير فقد كانت في حاله لا تحسد عليها تكاد تكون مغيبه عن الواقع جراء ما حدث فقد رأت الچحيم في عينيه فأي عشق هذا قد يحمله لتلك المرأة بل السؤال الأهم ماذا لدى تلك المرأة لتحظى بكل هذا العشق من رجل مثل يوسف 

عند هذه النقطه ثار الڠضب و الكره و الحقد بداخلها لتقسم بصوت يكاد يكون مسموعا 
_ وحياة كسرتي قدام الكل دي لتبقى بتاعي يا يوسف و ل هخليك تتحسر على حبيبة القلب .
ثم ركبت السيارة مع الآخرين و انطلقوا في طريقهم كلا يحمل بداخله شعور مختلف تاركين خلفهم هذا الثنائي الذي كتب على عشقهم العڈاب الأبدي .
نظرت كاميليا الى ذلك الذي يقف بجانبها و قد هاتف السائق ليأتي و يأخذها الي القصر و بعدها لم ينطق بحرف واحد لتحاول إستجماع شجاعتها و إستردات صوتها
المفقود قائله بصوت مبحوح من فرط البكاء
_ يوسف !
إن قلنا بأن تلك النبرة الحزينه المبحوحه التي خرج بها صوتها قد احزنته لن نكون منصفين فهي قد قټلته الا يكفيه ذلك الذنب العظيم الذي يخفيه بداخل قلبه حتى يأتي إنهيارها بهذا الشكل ليجعل من حياته چحيم ماذا عليه أن يفعل مع عشق قد امتلك كل ذرة به هل يضحي من أجل قد وعد أجبر على قطعه هل يمكن أن يلقي بها و بنفسه الى قاع الچحيم نتيجه التمسك بمبادئه 
لم يجب على ندائها فقد كانت تلك التساؤلات تنهش بعقله و تدمي قلبه و لم يخرجه منها سوى لمسه حانيه من كفها المرتجف فوق كفه الخشن و صوتها الذي زاد ارتجافه و هي تقول بضعف و ألم
أنا أسفه .
ناظرها بعينين يملؤها الألم و الندم و ود لو يخبرها بأنه هو من عليه الاعتذار آلاف المرات و لن يكفيه الباقي من عمره أسفا لها عما اقترفه من جرم بحق عشقهما فلم يسعفه الكلام ليكتفي بإيماءة من رأسه ثم قال بجمود
_ يالا عشان تروحي .
قال جملته تلك عندما رأى السائق قد وصل ليقوم بفتح باب السيارة لها راسما الجمود و القوة على ملامحه فقابلت جموده بسوط فعلتها التي و كأنها جلدت قلبه من الداخل عندما إقتربت منه واضعه رأسها فوق صدره تحتويه بقوة زلزلت كيانه فقد كان آخر شي يتوقعه هو أن تفعل ذلك و قد اشتعلت براكين العشق بداخله و لكن أصفاد الندم طوقتها فظل على حاله دون أن تكون لديه القدرة للإستجابه إلى قلبه في احتجازها بين قضبان صدره و قد أتقن رسم البرود فوق ملامحه و التي قد وصل إلى قلبها فبادرت بالانسحاب و تراجعت خطوة للخلف ثم استدارت تجاه الباب تحمل بداخلها جميع خيبات العالم لتمتد يده التي عاندته و امسكت بمعصمها قائلا بلهفه ممزوجه بالألم
_ كاميليا .
بكل ما يعتمل بداخلها من ۏجع التفتت إليه لتهديه نظرة ضائعه كانت كالسهم إلى صوب الى منتصف قلبه فجعله ېنزف ألما و ألجمت لسانه عن الحديث لتنزع يدها من يده بمنتهى الهدوء و الألم ثم صعدت الى السيارة و قد تركت العنان لدموعها أن تنزل بصمت دون القدرة على إيقافها و لا تدري شيئا عن ذلك القلب الذي تركته خلفها يكاد و الذي يكاد ېقتله الألم و الندم معا 
فتح علي باب القصر ثم دخل يتبعه والدته وأختيه دون أن يتفوه أحد منهم بحرف فقد كان الصمت و الصدمه هما سيدا الموقف فما حدث في المشفى لم يكن بالهين بل قلب حياتهم رأسا على عقب هذا كان تفكير كارما التي كانت أول من تحدث قائله
_ مش المفروض نتكلم يا ماما و لا هتفضلي ساكته كدا كتير 
وافقتها غرام الرأي و التي لم يكن حالها يختلف كثيرا عن أختها فقالت بتأييد
_ ايوا يا ماما احنا لازم نعرف كل حاجه .
قاطعهم علي بقوة 
_ ماما تعبانه سيبوها ترتاح دلوقتي و بكرة تبقوا تعرفوا اللي انتوا عايزينه .
كارما باعتراض 
_ بس يا علي..
قاطعها علي پغضب 
_ مفيش بس قولت بكرة نتكلم .
_ سيبها يا علي من حقهم يعرفوا الحقيقه و من حقي انا كمان اسمع منك اللي معرفوش .
طالعها علي بشفقه على حالتها و قد تأكد من أن والده كان له كل الحق في أن ېخاف عليها من هؤلاء البشر الذي كان ينتمي إليهم فوافقها الرأي و قام
باسنادها و توجهوا جميعا الى الصالون و اجلسها على الأريكه و فعل مثلها و بقى صامتا حتي شرعت هي بالحديث
اول ما بدأت شغلي في المستشفي مكنش ليا أصحاب و كنت شخصيه منطويه و مكنش ليا اختلاط بحد .
لحد ما قابلت أمل كانت بنت هاديه و رقيقه اوي و كان دايما باين على ملامحها الحزن هي كمان مكنش ليها اختلاط بحد فبدأنا نتعرف علة بعض و واحدة واحده ؤ و حكتلها عن حياتي و هي حكتلي عن حياتها و أنها متجوزة بقالها سنه و ربنا مأردش أنها تخلف و شويه شويه بقت أمل بالنسبالي زي زهرة اختي .
صمتت لثوان وهي تتذكر تلك الراحلة الرائعة ثم اردفت بأسى
كانت طيبه و حنينة و كانت دايما تحكيلي انها بتحب جوزها اوي و قالتلي أنه عوض ربنا ليها بعد العڈاب اللي شافته في حياتها و قالتلي أنه دكتور معانا هنا في المستشفى و أنها هتعرفني عليه
أطلقت الهواء المكبوت بصدرها دفعة واحدة قبل أن تقول بصوت معبأ بالشجن
و في يوم قالتلي أن سالم نفسه يشوفني و يتعرف عليا من كتر حكاويها عني و أنه هيستنانا نتغدى سوى و يروحوني و بعد ما اليوم خلص خرجت من باب المستشفي لقيتها واقفه و هو معاها .
أغمضت عيناها تسترجع ذكرياتها معه و قد فرت دمعه اشتياق من طرف عينيها لتلك اللحظه فتابعت پألم
_ و شفته ! مقدرتش انسى ابدا شعوري وقتها و ازاي قلبي دقله 
التفتت الى علي قائله بحنو
_ انت شبهه اوي يا علي نسخه منه . اول مرة سلمت عليه شعور غريب سيطر عليا و لقيت نفسي بتحجج عشان امشي و مروحش اتغدي معاهم و خصوصا أن امل الحت كتير عليا بس ڠصب عني كنت عايزة اهرب من الإحساس الغريب اللي سيطر عليا دا و الري ايا كان تفسيره فهو غلط كبير في حق نفسي و في حق إنسانه بعتبرها زي اختي .
زادت غصة الألم بصدرها فبللت حلقها قبل أن تتابع بلوعة
حلولت أتجاوز عن الموقف دا و اللي حصلي وقتها و فضلت أتجنب أي لقاء يجمعني بيه في المستشفى و حتي بدأت اتهرب من امل نفسها لحد ما في يوم جتلي تجري و فرحه الدنيا كلها فيها و قالتلي انها حامل .
اخفضت رأسها وهي تقول من بين انهار العبرات التي أغرقت وجهها و مقدمة صدرها
فرحت لفرحتها اوي والله و دوست على اي شعور جوايا مكنش من حقي اصلا و اتفقنا وقتها أنها تعمل لسالم مفاجأة و تفرحه بالخبر دا لانه كان مسافر عند والده في القاهرة عشان تعبان بس للأسف سالم اضطر يسافر مؤتمر بعدها و لما جه كانت هي في المستشفي خدت إجازة و روحت جري عشان تفرحه و بالليل لقيتها جايه عندي و مڼهارة من العياط بتقولي أن سالم اټجنن لما سمع الخبر و قالها لازم تنزلي الولد دا و يوميها بس حكتلي على ظروف جوازتهم و أن والده مكنش موافق عليها عشان هي كانت ممرضه عنده في القاهرة و سالم لانه شخصيه قويه و عنيده جدا مقبلش بأوامر والده و اتجوزها ڠصب عنه و جابها و جه اسكندريه عشان يعيشوا فيها .
استمهلت نفسها قبل أن تتابع بكمد
_ وقتها زعلت و اتضايقت جدا منه و فكرت أن هو مش عايز اي حاجه تربطه بيها عشان لو فكر يرجع لابوه تاني
و قولتلها تفضل عندي كام يوم و خدتلها أجازة من المستشفى عشان تهدي أعصابها و تاني يوم لقيت سالم جاي و عايز يتكلم معايا و فعلا قعدنا و اتكلمنا و صدمني وقتها لما قالي أن امل عندها مرض خطېر في القلب يمنعها من الخلفه عشان كدا هو مصر انها تنزل البيبي . و ورالي كل الورق الخاص بحالتها و طلب مني أقنعها تنزله و دا طبعا كان مستحيل بالنسبالها حتي لما حكينالها خطۏرة مرضها و قالت إنها مستعدة تفدي ابنها بحياتها .
اختتمت جملتها و نظرت إلى علي الذي كان الدمع يتساقط من مقلتيه و قد انتفض قلبه متأثرا بالحديث عن والدته البيولوجيه و كذلك كان هذا حال الأختان
تابعت فاطمه حديثها و هي تنظر إلي علي قائله بحب
_ كانت حاسه انك ولد . فضلت طول فترة حملها تحت الملاحظه و آخر شهرين حالتها اتدهورت اوي كنا حاطين أيدينا على قلبنا لحد ما الدكاترة قرروا يولدوها و كانت وقتها لسه في اول التاسع و الحاله كانت صعبه و للاسف قلبها مستحملش . توفت .
قالت كلمتها الأخيرة تلاها موجه من البكاء الحار على رفيقتها الغاليه و شاطرها الجميع البكاء و بعد أن هدأت قليلا تابعت بصوت يرتجف ألما 
_ اول ما عرفت انها هتدخل العمليات طلبت مني نتكلم لوحدنا و قالتلي انها مش هتثق في حد غيري يربي علي ابنها . كانت بتحب الاسم دا و هي اللي اختارتهولك قبل ما ټموت و طلبت مني اتجوز سالم .
رفعت رأسها تتطلع إلى البعيد وهي تسرد ماضيها الأليم معه
_ رفضت و قولتلها أبدا محدش هيربي علي غيرك و سالم بيحبك و مش هيكون لحد تاني . ضحكت و قالتلي سالم عمره ما حبني انا بالنسباله كنت وسيله أنه يعاند بيها أبوه و يكسر قيوده و أوامره و قالتلي أن سالم مش هيكون مرتاح أو سعيد مع حد غيري طمنتها و قولتلها هتخرجي بالسلامه و للاسف ماټت حتي قبل ما تشوفك أو تاخدك في حضنها . كان فراقها صعب اوي عليا بس كنت بحاول اتماسك عشان خاطرك يا علي .
قالت جملتها الأخيرة و هي تضع أناملها فوق وجهه فوضع قبلة اعتزاز فوقهما لتتابع بحزن
_ من يوم ۏفاتها سالم رفض انك تروح عند أهله هناك في القاهرة و صمم أنك تفضل معايا و
 

تم نسخ الرابط