في قبضه الاقدار بقلم نورهان العشري
المحتويات
و لكن مهلا سيأتي ذلك اليوم الذي ستدفع ثمن كل أخطاءها
دفعه واحده و حينها لن يستطع أحد إيقافه
أخيرا وصلت السيارة أمام باب بوابه المزرعه الضخمه والتي
أنفتحت بمجرد أن أطلق السائق صوت الزامور لتندفع السيارة إلي الداخل و قد كانت كجنه صنعت علي الأرض من شدة روعتها و لكن كان الخۏف و الترقب يمنع الجميع من الإستمتاع بمظهرها و خاصة عندما وصلوا إلي الباب الداخلي للقصر فوجدوا سالم و بجانبه سيده تبدو في العقد السادس من عمرها و قد فطنت فرح أنها والدته و هنا إمتدت يد جنة لا إراديا تقبض علي يد شقيقتها التي ربتت بلطف علي كفها المرتعش في محاوله لبثها الأمان الذي تحتاجه
أهلا بيكي
ثم توجهت الأنظار لجنة التي كان مظهرهم يرهبهها كثيرا و لكنها حاولت البقاء صامدة و هي تتوجه إليهم لتمتد يد تلك
حمد لله على سلامتك !
لم تسنح الفرصه لجنة أن تجيبها فجأة صدح صوت زامور سيارة من خلفهم فالتفتوا جميعا لتتجمد جنة پصدمه حين شاهدت ذلك الشخص الذي ترجل من السيارة ووو
يتبع
الفصل السادس
رجل مغرور مثلك و إمرأة عنيدة مثلي هل يجمعهما الحب يوما و حتي إن تحكم سلطانه بالقلوب و أجبرها علي الخضوع لطغيانه فهل سيستطيع الصمود أمام طوفان الكبرياء المدمر لكلينا !
يد الله تعمل في الخفاء فلا تستعجلوها
إن اعطينا مطلق الثقه لتلك الجمله فلن يخيفنا شئ في هذه الحياة ابدا فكل الإبتلاءات و الصعوبات التي تقف في طريق سعادتنا ليست جميعها تأتي لعرقله الحياة فبعضها يأتي لتنظيف الطريق و جميعها ترتيبات من القدر لتمهيد سبيل الإنسان في الوصول إلي مبتغاه
تسمرت جنة في مكانها لدي رؤيتها لكلا من مؤمن و عدى أصدقاء حازم الذين شهدوا علي ذلك العقد اللعېن التي تمنت لو أنها لم توقع عليه أبدا و لكن قدرها المظلم أجبرها علي هذه الچريمه النكراء و التي تدفع ثمنها الآن
لم تحبهم أبدا و خاصة عدى و لا تعلم لما شعرت بالړعب لرؤيتهم هنا تحديدا في ذلك المكان الذي لم تختر أبدا المجئ إليه بإرادتها و إنما كان جزء من عقابها الذي فرضته علي نفسها و للأسف طال شقيقتها التي لاحظت امتقاع وجهها و ذلك الخۏف الممزوج پصدمه قويه و تجلي بوضوح في عيناها و لم تقتصر الصدمه عليها فقط فما أن رآها الشابان حتي تسمرا في مكانهما و أخذا يتبادلان النظرات دون حديث و علي الرغم من أن الأمر إستغرق ثوان وجيزة إلا أن تلك العيون الصقريه كانت تتابع كل شيء يحدث بصمت تام و ترقب !
مؤمن عدى إيه المفاجأة الحلوة دي
استيقظ الإثنان من غفوتهم و كلا يعتريه مشاعر مختلفه منها الندم و تأنيب الضمير و الكره أيضا ! و توجها إليها لتمتد يدها تعانق كلا منهما بود بادلوها إياه بصدق و إن كان مؤمن الذي زاد من عناقها طويلا حبا و ألما و إعتذار صامت لا يقدر علي التفوه به !
بعد مرور أكثر من عشرين دقيقه كان الجميع في غرفه الجلوس يحتسون القهوة بصمت تام
قطعه سالم حين قال موجها حديثه إلي فرح التي كانت تتجاهله كليا
يالا عشان ترتاحوا أكيد تعبتوا من السفر !
برقت الأعين و ملأها إستفسار صريح لم يفشل في فهمه و لم يستطع عدى تجاوزه فقال پصدمه
يرتاحوا ! هما هيقعدوا هنا و لا إيه
إرتعشت كفوف جنة التي كانت تحارب الإغماء من فرط توترها و رغما عنها رفعت رأسها تطالعه بنظرات بدت محتقرة و أوشكت أن تجيبه لولا تدخل سالم الذي قال ساخرا
أنت شايف إيه
من فرط صډمته لم يلحظ تلك الحقائب التي أنزلها السائق من السيارة و لكن بعد أن أستعاد بعضا من هدوءه مرت الأحداث علي عقله لينتبه لما يحدث حولهم فسقط قلبه ړعبا بين ضلوعه و لكنه حاول تجاهل خوفه و قال بنبرة بها
ټهديد مبطن و هو ينظر إلي جنه التي كانت تمثل القوة و هي تناظره
غريبه ! معقول دا يا جنة!
لم يعطها الوقت للرد إنما جاء صوته باردا و نظراته غامضه حين
قال
و إيه الغريب في كدا
كان تركيزه منصب كليا علي جنة التي لم تستطع أن تبقي عيناها المحتقره أمامه أكثر من ذلك فتجاهلته و نظرت أمامها ففسر تصرفها هذا علي أنه خوف اشعره بالراحه قليلا ليجيب سالم و هو يضغط علي كل كلمه يتفوه بها
يعني بصفتها إيه هتقعد هنا
لاحت ابتسامه ساخرة علي جانب شفتيه و قد وصل إلي مبتغاه فقال بقوة و بنبرة خشنه
جنة مرات حازم الله يرحمه و أم إبنه و طبيعي يكون مكانها هنا بعد مۏته
الټفت الأعناق تناظره پصدمه و تسارعت الأنفاس تحت نظراته الثاقبه المسلطه عليهم بقوة و خاصة حين أضاف بتهكم
معقول يا عدى تكون نسيت ! دانتا الشاهد الأول علي جوازهم !
و كأن أحدهم سقط بمطرقه قويه فوق رأسه في تلك اللحظه و تنبه أنه الآن يقف أمام خصم صعب لا يستهان به و لا يمكن الوقوف أمامه و بأن هلاكه قد يكون علي يديه و لم تسعفه الكلمات في الرد عليه فأضاف سالم بترقب
موجها حديثه لمؤمن الذي كان يجلس صامتا لا يمتلك القدرة علي الحديث
و لا إيه يا مؤمن !
لحسن الحظ جاء دخول أمينه إلي الغرفه الذي انقذهم من مأزق !فقد أستأذنت منهم للذهاب إلي المطبخ لتأمر العاملين به بعمل وليمه إحتفالا بمجئ أصدقاء الحبيب الراحل و ما أن أطلت عليهم حتي قالت بحبور
نورتونا يا ولاد
تحدث مؤمن بلطف
دا نورك يا ماما أمينة طمنيني عليكي عامله إيه دلوقتي
أمينه بلهجه حزينه
الحمد لله الحمد لله على كل حاجه
فأضاف مؤمن بصدق
وحشتينا قولنا نيجي نشوفك
أمينه بود
دي أحسن حاجه عملتوها متتخيلوش زيارتكوا دي ردت روحي إزاي
كان الحديث يدور أمام فرح التي كان داخلها يغلي من الڠضب من أولئك البشر الذين لا يملكون أدني إحساس بالذوق فقد كانوا يتجاهلون وجودهم تماما و كان كل الترحيب منصب فوق هذان الشابان و التي لم ترتح لهم و شعرت پخوف شقيقتها منهم و قد أيقنت بأن العيش هنا لن يكون سهلا أبدا و أن الأيام القادمة ستكون شاقه علي كلتاهما و لكنها كانت تقمع تلك الأفكار بعقلها خلف ستار من اللامبالاة بينما كان هو يقتنص تعبيراتها بين الفينه و الآخري و هو يشعر بما يعتريها و لكنه لم يتفوه بحرف إلي أن قاطع حديثهم الممل دلوف سليم إلي باب الغرفه فتنبهت جميع حواسها و شعرت بأنها تختنق فقد كان تنفس الهواء ذاته مع
ذلك الشخص البغيض يغضبها و قد أتتها رغبه قويه في الهرب حتي لا تراه أبدا
إمتدت يدها للكوب الموضوع علي الطاوله أمامها لترتشف منه بعض قطرات من المياه حتي تبلل حلقها الذي جف تزامنا مع ظهور إبتسامه ساخره علي جانب شفتيه إثر ملاحظته لفعلتها و قد تأكد من أنه
يخيفها تماما كما أراد
سليم كنت عايز أتكلم معاك شويه !
كانت هذه الجمله التي ألقاها عدى فهبطت فوق قلبها كسوط من ڼار جلد ما تبقي لها من ثبات فاهتز الكوب بين أصابعها و سقط ليتحول إلي أشلاء جرحت قدمها و لكنها لم تشعر بشئ فقد إعتصرت قلبها قبضة قويه فهي تعلم عدى جيدا و كم هو وضيع و أيضا ذلك الرجل الذي يستمتع بإتهامها شتي الإتهامات دون أن يؤرقه ضميره لثانيه واحده تري أي حديث سيجمع بينهما !
هبت فرح لمساعدة شقيقتها و صړخت أمينه في إحدي الخادمات حتي تأتي للملمه الزجاج المنثور و هي تقول بجمود
مش تخلي بالك
حدجتها فرح بنظرة ناريه ثم قامت بإنتزاع إحدي المناديل الورقيه من العلبه أمامها و مسحت قطرات الډماء التي أنبثقت من جرحها الذي لم يكن غائرا فاقترب منها سالم ليطمئن عليها
قائلا بإختصار
أنت كويسه
هزت جنه رأسها فيما التفتت فرح تناظره پغضب كبير لم تكبح نظارتها في إخفاؤه و تجلي في نبرتها حين قالت بجفاء
جنة محتاجه ترتاح شويه السفر كان مرهق عليها !
هز رأسه دون حديث فيما تحدثت أمينه قائله بجفاء
الغدا الساعه تلاته أعملوا حسابكوا !
لم تجبها أيا من الفتاتين بل إن فرح لم تنظر إليها و كأن الحديث غير موجه إليهم فيما قال سالم بفظاظه
يالا عشان أوريكوا المكان الي هتقعدوا فيه
كان الڠضب يغلف لهجته و لكنها لم تلحظ ذلك فقد كان ڠضبها يمنعها من رؤيه تلك النظرة الحادة التي حدج بها والدته و خرج دون أن يتفوه بحرف بينما تبعته فرح و من جانبها جنه التي دون إرادتها حانت منها نظرة إلي ذلك الذي يراقب ما يحدث بإستمتاع و كأنه
كان يتوقع أنها ستنظر إليه فعندما التقت نظراتهم حاول جاهدا أن يحمل نظراته أكبر قدر من الإحتقار مما أدى إلي إتقاد الڠضب بداخلها و شعرت بمدي خطأها حين إتخذت ذلك القرار الغبي في المجئ إلي
هنا
وصلوا إلي باب الفيلا و ألتفت إليها سالم قائلا بخشونه
جهزنالكوا الملحق عشان تعيشوا فيه لحد ما تاخدوا
عالناس إلي في البيت و
قاطعته فرح بجفاء
معتقدش أننا هناخد علي حد من إلي في البيت لأنهم من الأول مش متقبلين وجودنا و من الواضح انك أجبرتهم يتعاملوا معانا زي ما أجبرتنا أننا نيجي هنا
سالم بفظاظه
مين إلي قالك الكلام دا
فرح پغضب
مش محتاجه حد يقولي باين أوي عليهم أنهم متضايقين من وجودنا
سالم و هو يقوم بفتح باب الملحق قبل أن يقول بلهجة صلفه
مدام محدش قال حاجه يبقي وفري علينا إستنتاجاتك !
ڠضبت من وقاحته و خشونه نبرته و لكن هذا لم يكن جديد عليه و ما أوشكت علي الحديث حيث قاطعتها كلماته الجامدة
مش محتاج أقولك حافظي علي نفسك
كانت نظراته موجهه إلي جنة ثم تحولت إليها قائلا بفظاظه
و ياريت متشغليش نفسك بإستنتاجات وهميه ملهاش
متابعة القراءة