قصة هي وزوجي كاملة الفصول بقلم الكاتبة ولاء رفعت
المحتويات
شاء الله
أستشعر عدم رغبتها بالبقاء معه و هذا من كثرة تلفتها حول نفسها و كأنها تخشي أن يراها أحد سألها
هو حضرتك مستنية حد ولا متضايقة من وجودي
طيف إبتسامة أرتسم علي شفاها و قالت
خالص بس مش متعودة أقابل راجل غريب خارج نطاق الشغل
رفع زواية فمه بإبتسامة فرح فها هي كما أخبره صديقه مهاب فتاة خجولة و ليس لديها أي علاقات سابقة أو حالية بأي رجل رغما من عملها في وسط الرجال في الشركة لكنها تتمتع بشخصية ناجحة و مثابرة و مسئولةعلي غرار كل ما قابلهن في حياته من فتيات مدللات وأخريات متحررات لايخافن ولا يخجلن و هن برفقتهطالما بحث عن فتاة ذات خلق و مبادئ كما يخبره والده المتسلط دائما بتلك العبارة
وجد أن يدلف إلي الحديث مباشرة فقال
مش هطول علي حضرتك كتير أنا زي ما عرفتي أبقي صاحب مهاب وشغالين مع بعض في شركة ميكرو للبرمجة و إعادة تصنيع الكمبيوتر من الألف للياء و اليومين دول بحضر أفتح شركة خاصة بيا و مستني شحنة معدات و أجهزة هاتوصل قريب إن شاء الله
بالتوفيق
عاد بظهره إلي الوراء و عينيه تتفحص كل إنش بها ملامحها ذات الجمال الناعم و الهادئ منذ أن رآها في الحفل و علم عنها كل شئ أنجذب إليها لا سيما أخبره صاحبه إنها صعب أن توافق علي الزواج فهي مرتبطة بوالدتها وشقيقتها بشدة ولا تريد الزواج و تركهم فكانت بالنسبة إليه تحدي و يجب عليه أن يظفر بموافقتها
تناول كأس العصير الذي وضعه النادل أمامه للتو أرتشف منه قليلا ثم سألها
تحبي تحكي لي عن نفسك شوية لو مفيش مانع!
تناولت كأس العصير الذي أمامها و كأنه منقذها من الإجابة تشعر بثقل يجثو علي صدرها لم تكن مستعدة إلي ذلك اللقاء و لم تفكر يوما بتلك الأمور فكل شاغلها الشاغل هو عملها و والدتها و شقيقتها فقط
أنا حياتي عملية جدا أتخرجت من الكلية بتقدير الحمدلله خلاني حصلت علي وظيفتي مهندسة في شركة عقارات و بإذن الله بسعي عشان أوصل و يكون عندي شركة خاصة بيا و أحقق حلم بابا الله يرحمه
تنهد بسأم يريد أن يدلف إليها من ثغرة ما و ها هي تغلق كل السبل أمامه
أستنتجت من تعابير وجهه و كلماته حول المرأة إنه مثله مثل أبناء جنسه و هم أنصار أن المرأة خلقت للزواج و الإنجاب وتربية الأولاد و كأن النجاح في أي مجال قد أنحصر علي رجال آدم فقط!
ألقت كلماتها و ترقبت تعليقه التي تتوقعه لكنه أخفق توقعها و أخبرها بما
جعل الصدمة تغزو ملامح وجهها
أنا عارف كل ظروفك و موافق أن مامتك وأختك يعيشو معانا أهلك هيبقو أهلي
عاد من الخارج فوجد والده ينتظره في الردهة أعتلت ثغره إبتسامة يشوبها القلق من ملامح والده المتجهمة
حمدالله علي السلامة يا بابا حضرتك جيت أمتي
أجاب الأخر بإقتضاب
من الصبح
ترك الأخر متعلقاته علي المنضدة و جلس بجوار والده قائلا
منور يا حاج أعمامي و عماتي وعيالهم عاملين أي
أخبره الأخر بنبرة صارمة لا رجعة فيها
عمك عبدالعليم مستنيك تيجي عشان تقرأ فاتحتك علي سهام بنته
قهقه عاصم بتهكم علي كلمات والده التي يكررها كلما أتي إليه توقف فجاءة عندما صاح والده بصوت هادر
و عشان قلة أدبك و أنت بتضحك و بتسخر من كلامي لتقوم ترجع معايا علي البلد و تعمل الي قولتلك عليه
نهض و أبتعد قليلا في مواجهة والده يخبره برفض تام
و أنا بقول لحضرتك مش موافق وعمري ما هاتجوز بطريقة حضرتك و قولتلك يوم ما هاتجوز هاتجوز واحدة أنا الي هختارها سهام لسه عيلة في ثانوي و أنا كبير عليها
دك والده عصاه الأبنوسية في الأرض و قال
و أي يعني فرق العمر ما أمك أتجوزتها و هي عيلة عندها ١٥ سنة وأنا كنت ٣٠
إبتسم بتهكم و عقب علي حديث والده
يا بابا ده كان زمان دلوقتي الدنيا أتغيرت وبصراحة أنا كنت هاكلمك علي أي حال عشان أقولك أنا خلاص قررت أتجوز و لاقيت البنت الي نفسي فيها في مستوايا الإجتماعي والعلمي ومحترمة جدا
نهض والده و دك عصاه مرة أخري قائلا
و أنا مش هاخسر أخويا و لو معملتش الي قولتلك لا أنت أبني ولا أعرفك
هم بالمغادرة أمسكه إبنه و أوقفه
أستني بس يا باباالكلام أخد و عطا عمي علي عيني و علي راسي بس معلش دي حياتي أنا وأنا الي بختار زي ما حضرتك ربتني وعلمتني
بص أنت و أسمعني كلمتين أبرك من عشرة أنا راجع دلوقت عشان كلموني فيه شوية إصلاحات في الأرض و لازم أكون هناك تكون هناك من النجمة قدامي و جزرة وقطمها جحش
ألقي والده عليه أمره الصارم و تركه و ذهب أخذ الأخر يجول في أرجاء الردهة ذهابا و إيابا يزفر بضيق و ڠضب جلس بعدما فاض به أمسك هاتفه و قام بفتح شبكة الإنترنت ليجد إشعارات و أكثر ما لفت إنتباهه رسالة في المحتوي غير مهم نقر عليها و فتحت ليقرأ فحواها
هاي عاصم أزيك
قطب حاجبيه قام بالرد
مين
لحظات و أتاه الرد
معجبة
_ و عايزة أي يا ست المعجبة
عايزة أتكلم معاك شوية ينفع
_ ينفع طبعا
أخذ يجاريها في الدردشة ظنا منه إنها إحدي الفتيات اللاتي كن علي علاقة به حتي سألها
ممكن نتكلم فون ماسنجر
أرسلت له ملصق يرحب بسؤاله ثم أرسلت له
أوك
ضغط علي علامة الإتصال الزرقاء
الو
_ ألو أزيك يا عاصم
قبل أي حاجة وبغض النظر عن الصوت الجميل الي شكل صاحبته أجمل ممكن تقوليلي أنتي تبقي مين حد أعرفه ولا حد بيشتغلني
و في الجهة الأخري كادت تجيب فتح باب غرفتها و أتاها صوت شقيقتها
بتعملي أي عندك يا مرام!
الفصل الرابع
في منزل أسرة غادة ينتظر كلا من نوران و مهاب و غادة التي تجلس بجوار والدتها تهز ساقها بتوتر منبلج كما هو علي ملامحها
مالت نوران علي مهاب و سألته بهمس
هو صاحبك ناوي يجي أمتي بقالنا ساعة في إنتظاره سيادته
همس لها بدون أن يسمعه أحدا سواها
هو جاهز من بدري أبوه شكله الي معصلج علي الأخر
هو أبوه لسه مصمم علي جوازه من بنت عمه أي الجهل و التخلف ده
كادت تتحدث فقاطعها رنين جرس المنزل نهضت غادة فأوقفتها صديقتها
أنتي رايحة فين المفروض تدخلي تقعدي جوه و تطلعي بالشربات
فقال مهاب
أنا هاروح أفتح
دلفت غادة إلي غرفتها و قلبها يخفق بقوة من التوتر والقلق طالما تكره تلك المقابلات وما يحدث بها من أمور
فتح مهاب الباب دخل عاصم و قام بمصافحته
السلام عليكم
ردد الأخر التحية و بادله المصافحة ثم نظر إلي والد صديقه ذو الوجه المتجهم و إذا به يدخل يتفحص أثاث وجدران المنزل و يزمت شفتيه بإمتعاض
بينما غادة تقف في المطبخ تذهب و تأتي فأوقفتها نوران
كفاية بقي دوختيني معاكي رايحة جاية جاية رايحة و بعدين معاكي!
ردت الأخري بعدما توقفت و تستند علي علي الحافة الرخامية
مش عايزة أعشم نفسي علي الفاضي يا نور عاصم لو وافق يتجوزني و أهلي يعيشو معانا والده إستحالة يوافق
عقدت صديقتها ساعديها وقالت
يبقي ماتعرفيش عاصم دي وحيد أبوه يعني الدلوعة و باباه مهما حصل مايقدرش يرفض له طلب
أعتدلت و أخبرتها مردفة
بقولك أي أدعي قولي يارب أكتبي لي الي فيه الخير و يلا خرجي الساقع وأنا هاخرج الجاتوه وراكي
خرجت بخطي وئيدة مترددة لاتستطيع التحكم في رجفة يديها و هي
تحمل الصينية بدأت بوالد عاصم الذي حدجها بنظرة تفحص من أخمص قدميها حتي أعلي رأسها ترتدي ثياب رسمية تترك خصلاتها منسدلة
أتفضل يا عمي
أسرع عاصم بالقول إلي السيدة ليلي قبل أن يقترف والده شيئا ما أو يتفوه بكلمة لإفساد الأمر
أرجو الآنسة غادة تكون حكت لحضرتك عني بصراحة أنا من ساعة ما شوفتها في حفلة خطوبة مهاب و نوران و أنا معجب بيها و زاد إعجابي لما عرفت عنها كل حاجة و موافق علي أي حاجة تطلبوها
ردت والدة غادة
أنا كل الي طلباه منك تحطها في عينيك غادة مش بنتي و بس بحس إنها أمي حنية الدنيا كلها فيها من بعد ۏفاة باباها الله يرحمه و هي شايلة المسئولية علي طول بدعيلها ربنا يرزقها بإبن الحلال و قلبي بيقولي إنك إبن حلال
كان والد عاصم يأثر الصمت لم تغفل ليلي عن عدم قبوله للأمر و مجيئه هنا كان علي مضض تدخل مهاب قائلا
كده بقي مافضلش غير نقرأ الفاتحة
رفع الجميع أياديهم و بدأو بقراءة الفاتحة
في تلك اللحظة عادت مرام من الجامعة لتصتدم بهذا المشهد خفق قلبها بشدة عندما وقعت عينيها علي عاصم الذي يتناول الكأس ويبتسم لشقيقتها
أجفلها صوت نوران التي قالت
أهي جت دلوعتنا الصغيرة حمدالله على السلامة
توجهت الأنظار جميعها إليها تحاشت النظر إليهم ومضت في طريقها نحو غرفتها أوقفتها شقيقتها تخبر عاصم و والده
مرام أختي الصغيرة و بالنسبة لي بنوتي
و بطيف إبتسامة حدجتهم و بإقتضاب قالت
أهلا
و دلفت إلي غرفتها و أوصدت الباب خلفها ألقت كل ما بيدها علي الأرض وجهها محتقن بالډماء تريد
متابعة القراءة