روايه شهد محمد

موقع أيام نيوز


بين ه وتجلس بالمقعد المقابل له بينما هو ارتبك من فعلتها ولكنه معتاد بحكم عمله على التعامل مع الأطفال وخاصة حديث الولادة منهم لذلك أخذ يهدهد الصغير بحنو وعلى ثغره بسمة هادئة لتباغته وهي تنظر له نظرات لطالما خصته بها 
كان نفسي ابني يبقى منك
توقف عن هدهدة الصغير واندثرت بسمته ونظر لها نظرة مطولة فسرتها هي

متستغربش أنا عمري ما بطلت اك حتى لما سبتك بس ڠصب عني كان نفسي ابقى أم وأنت...
قاطعها وهو ينهض يع لها ابنها 
واديك بقيت وحققتي اللي كنت بتحلمي بيه عايزة ايه تاني وبتقلبي في القديم ليه
علشان مش قادرة يا نضال مش عارفة اه ربع ما كنت بك
زفر انفاسه واجابها بكل تروي وهو محتفظ بهدوء اعصابه المعتاد
هاجر الكلام ده عيب يطلع منك انت على ذمة راجل اختارتيه بكامل ارادتك و لازم تحترميه وتقدري وجوده اللي بينا صفحة واتقفلت
نفت برأسها م اقتناع واقترحت
هطلق وخلينا نرجع لبعض
حانت منه بسمة ساخرة ورد بخيبة أمل نابعة من ذلك الشرخ العميق الذي خلفته هي بكبرياء رجولته وكان سبب في تنغيص عشرتهم وجعلها شبه مستحيلة
طول عمرك عايزة من الدنيا كل حاجة ومش بتي تخسري بس للاسف انا معنديش أي استعداد ارجع لواحدة كانت بتعايرني بنقصي وبتقل مني ومحسساني انها بتتفضل عليا
انا كنت غلطانة يا نضال سامحني
قالتها نادمة ولكنه لم يتأثر بندمها وهدر بنبرة جدية للغاية كي يجعلها تزيح تلك الأفكار عن رأسها
انا مش بلومك ياهاجر انك معرفتيش تتي علتي و طلبتي الطلاق ده حقك وانا قدرت رغبتك واحترمتها واصلا مكنتش ه احرمك انك تبقي أم و أظلمك
معايا... أنت بنت خالتي ما تكوني طلقيتي واتمنالك الخير فلو سمحت بلاش تفتحي جراح قديمة وتقلبي في اللي فات وياريت أخر مرة تفتحي معايا أو حتى مع نفسك الموضوع ده وحاولي ترضي بحياتك الجدة وتحمدي ربنا
نضال أنا ندمت وعمري ما كنت مبسوطة غير معاك أنت مش عارف أنا عايشة ازاي
قطع سيل اعذارها التي لن تنطلي عليه ولن يستسيغها مهما فعلت وتحجج قائلا كي ينهي تلك الدراما الهزلية التي تعارض مبادئه
انا اسف يا هاجر بس عندي عملية كمان عشر دقايق ولازم اتحضرلها قومي روحي لبيتك و جوزك وبلاش تخذلي ثقته فيك اكتر من كده.
اصابت كلماته الچارحة صميم ضميرها لذلك غامت نظراتها ونكست رأسها ثم عدلت وضعية حملها للصغير وغادرت تاركته من حينها يشعر أن شيء ثقيل يجثو فوق صدره وسؤال ل يتردد بعقله ماذا لو كان هو بموضع زا.
هو ممكن اعزمك على فنجان قهوة
انتشله من شروده صوت أخر شخص توقع أن يراه الآن. ليرفع خضراويتاه ويعقب على حديثها
بملامح ثابتة
لأ مش ممكن
زاغت نظرات رهف وهي تظنه يتعمد أن يحرجها كما فعلت

معه ولكنه استأنف بحاجب مرفوع بتسلية
مش بشرب القهوة ممكن شاي بحليب يا بشمهندسة
شبح بسمة خاڤتة كاد يظهر على ثغرها اخفته سريعا ثم ت المقعد وجلست مواجهة له ليباغتها وهو يشهر اصبعه بها
بصي انا طيب ازاي وتك تطفلي عليا
انت قلبك اسود اوي
حانت منه بسمة مشاكسة رغم تلك الحالة التي كان عليها وقال بخفة وهو يؤشر على ذاته بكل براءة
أنا بالعكس والله حتى بأمارة ان بقالنا خمس دقايق ومتش في خناقك
نكست رأسها تتحاشى اه ولملمت خصلاتها البندقية بشيء من التوتر قائلة
احنا اتفقنا نعمل معاهدة سلام مش كده.
هز رأسه وتنهد عميقا أن يجيبها
وأنا لسة عن وعدي يا بشمهندسة...طمنيني شيري عاملة ايه دلوقت
اجابته بتلقائية 
الحمد لله احسن والحرارة مرجعتش تاني... أنا كلمت ماما ثريا وقاعدة معاها وجيت اجيب شريف التمرين والله لو مكنش عنده بطولة مكنتش نزلت وت اخته
هز رأسه بتفهم رغم تعجبه من استفاضها معه بالحديث
حمد الله على سلامتها يا بشمهندسة
تنهدت واخبرته ما أزاحت تحفظها بعض الشيء عرفا بشهامته و مواقفه العدة معها
البركة في ربنا وفيك يا دكتور
أجابها ببساطة دون عناء التكلف
انا معملتش حاجة متكبريش المواضيع
تحمحمت هي تجلي صوتها واخذت تفرك بها في حين جمدت خضراويتاه عليها وقال يحثها على الحديث
اتكلمي يا بشمهندسة انا مش ب عض انا أليف والله
أطلقت سراح بسمتها اخيرا على دعابته وتشجعت قائلة
بما أننا عملنا معاهدة سلام وانا اعتذرت منك...خليني اكمل شغل في العيادة انا حاسة انها هتطلع حلوة اوي معايا
مسد منحدر أنفه وأجابها متهكما
غريبة هتي تتواضعي للدرجادي
زفرت حانقة من ذاتها ومن هجومها السابق عليه ثم قالت بحرج وهي تمط فمها 
مش بقولك قلبك اسود
قهقه هو بكامل صوته وكأن الحزن الذي كان يعتريه منذ قليل قد تبخر وخاصة حين اجابها من بين ضحكاته المتسلية
قلبي ابيض زي الشاي بحليب اللي نسيتيه يا بشمهندسة ومش مسامح فيه
هزت رأسها بلافائدة وهي تتحاشى النظر له واعتلى ثغرها بسمة هادئة تنتمي ل رهف القديمة ثم أشرت للنادل كي تلبي رغبته بينما هو دون أن تندثر بسمته تجمدت نظراته عليها وهمس بصوت خفيض للغاية لم يصل لها
لسة ضحكتك زي ما هي متغيرتش
قطع سيل نظراته قولها بأريحية أكثر رغم تحفظ نظراتها 
مسامح كده اهو هيجيب الشاي بحليب بتاعك اظن كده بطلت حجتك قول انك موافق بقى انا بجد متحمسة
تنهد بعمق ودون وعي كانت خضراويتاه تغيم بنظرة اعجاب واضحة حين أجابها ببسمة مريحة مشاكسة
موافق طبعا يا بشمهندسة ده شرف ليا
تنهدت بأرتياح ثم ببسمة هادئة متحفظة بعض الشيء تعتلي ثغرها أخبرته
يبقى اتفقنا انا هبدأ من بكرة ولو حابب اجبلك المخطط مرة تانية تبص عليه ما ابدأ مفيش مشكلة
اومأ له لتنهض هي قائلة
تمام عن اذنك يا دكتور
نهض ايضا ومد ه لها قائلا وشيء ل بداخله فعه كي ينظر لرماد اها التي يكمن شجن غريب بها لأخر مرة 
مبسوط اوي بمعاهدة السلام اللي بقت بينا يا بشمهندسة
ترددت لوهلة أن تصافح ه وحين فعلت ڠرقت اناملها براحة ه لترفع رماديتها له وتلحظ نظراته النافذة لتطرق برأسها وتنظر لكل شيء ماعدا هو ثم همست بنبرة متوترة وهي تس ها من بين خاصته 
انا اسعد يا دكتور...عن اذنك
والله عال يا هانم سايبة ولادك وقاعدة مع البيه ولا على بالك 
قالها هو بحدة مبالغ بها وهو يتقدم من مكان جلستهم وه تطلق شرار مشتعل يكاد يحرقهم معا.
حسن
تفوهت مه بوه لا تستوعب ما نطق به في حين هو هدر بغيرة قاټلة وهو يرفع أصابع الاتهام نحو نضال
ده اللي علشانه مش راضية ترجعيلي مش كده...مش ده الدكتور اللي ساعدك وفبركلك التقرير علشان تسيني.
هنا تقدم نضال مستنكرا اتهامه
انت اټجننت بتقول ايه حاسب على كلامك يا بني أدم أنت
احتدت نظرات حسن وقال بعجرفة كعادته التي لم
يغيرها شيء وهو ي على حاشية ملابسه
ماله كلامي مش جاي على هواك ولا ايه يا دكتور محموق اوي وريني تقدر على ايه.
جز نضال على نواجذه وكاد يرد رد يليق به وبأخلاقه وهو ينزع ه عن ملابسه لولآ أن رهف وقفت تحيل بينهم وت حديثها ل حسن
اللي بتعمله ده !انت بجد حد مش طبيعي انا مش مصدقاك
رد حسن منفعل غير عابئ بهمهمات رواد المكان من حولهم
بقول الحقيقة يا هانم ويمكن كمان لسة قاعدة في شقة سعاد لغاية دلوقتي علشان تبقى جنبه
فاض الكيل به وقد فكر جديا أن يتخلي عن ثباته الإنفعالي حتى انه كور ة ه بقوة يحاول كبح رغبته و التحكم في زمام نفسه ان ينقض عليه ېهشم رأسه ويبلعه لسانه السليط الذي يقطر سم زعاف ولكنه تروى من اجلها ومن اجل تلك ال التي تتربص بهم وتتص للفضائح بينما هي ردت على الأخر بشراسة قوية
ده اللي عقلك هيئهولك علشان انت فاكر ان كل الناس زيك
ردد پغضب ما تفهم إلى ماذا
ترمي
قصدك إيه يا رهف
اجابته بنظرات قوية ثابتة 
قصدي انت عارفه كويس وياريت تمشي

وكفاية فضايح لغاية كده 
زاغت نظراته وجز على نواجذه ثم قال من تحت انفاسه الغاضبة
على العموم خالتي هي اللي بعتاني علشان لازم تسافر البلد وتلفونك مقفول ومش عارفه توصلك
جعدت حاجبيها واستطردت قائلة م ثقة

شهقت هي بفزع وقالت متعجلة ما استشفت صدق حديثه
يا خبر طب يلا نجيب شريف ونروحلها علطول
لتلتفت ل نضال قائلة وهي تخطو خطواتها
عن اذنك يا دكتور.
رد نضال بتنهة متقطعة
طبعا اتفضلي يا بشمهندسة وهبقى اكلمك اطمن عليه.
هزت رأسها وهرولت مسرعة لتجلب ابنها هاتفة م الأخر
يلا يا حسن
بينما هو كان بنيته أن ينقض عليه ويفتك به من ة غيرته ولكن حين تناهى إلى مسامعه اسمه منها من جد عرض عن الفكرة وكل ما كان يشغله أن يهرول خلفها ولكن أن رشق نضال بنظرة مغتاظة حاقدة تنم عن تلك النيران التي انشبها بداخله ولكن الأخر كعادته أخذ الأمر بكل ثبات إنفعالي وبنظرات ثابتة ظنها الأخر متحدية زادت من سعير نيرانه المتأججة.
شعرت بثاقل غريب برأسها و ضعف يجتاح كافة ها حين رفرفت بأهدابها تستع وعيها لتجد طبيبة تجلس جوارها تتفقد حالها تحاملت على ذاتها و صعدت بجزعها تستند على ظهر الفراش المكتنز خاصة غرفة الكشف وهي تمسد جبهتها متمتمة
هو ايه اللي حوصل
أجابتها الطبيبة بعملية وببسمة هادئة
كنت غميانه يا جمر
هزت رأسها ثم نفضت الغطاء عنها وهبت مغمغمة بملامح حزينة متهدلة والقلق والحسړة تفتك بها
حامد أنا لازمنا اطمن عليه زمناته خرچ من اوضة العمليات
منعتها الطبيبة قائلة وهي تجلسها مرة أخرى
اطمني يا جمر حامد هيبجى زين وتنه خارچ والدكتور جال أن الړصاصة ما مچاتش في أعضاء حيوية وحالته لحد كبير مستقرة
رفرف قلبها وانفرجت معالم ها وتسائلت تصديق
من صوحك يا حكيمة
لتؤكد الطبيبة قائلة
من صوحي يا جمر وهو كلها كام ساعة وينجلوه اوضة عادية وهتجدري تطمني عليه بنفسك و تبشريه
تهللت أسارير قمر وكسرت بسمة باهتة وجوم ها ولكن تردد صدى كلمتها الأخيرة بأذنها لتتساءل بريبة
ابشره بإيه
وهنا اخبرتها الطبية بيقين مؤكد ما قامت باكتشاف الأمر عند إغمائها
مبارك يا جمر أنت لة
ايه بينك وبينه
قالها هو منفعل وهو يجلس بجوارها في السيارة اثناء قيادتها في ط المنزل. 
زفرت هي انفاسها واجابته بإقتضاب دون أن تمنحه نظرة واحدة
شغل
شغل! 
كرر جملتها بنبرة منفعلة للغاية وملامحه تنم ڠضب عظيم...
لتزفر من جد حانقة وتدير رأسها لصغيرها المنكمش بمقعد السيارة قائلة
شريف حط السماعات بتاعتك يا يبي واسمع الاغاني اللي بتها
اومأ الصغير بطاعة وه لا تفارق ظهر والده پذعر ظهر جلي على تقاسيمه حين أخرج سماعات اذنه واوصلها بجهازه وانصاع لها لتطمئنه رهف باها من المرآة الأمامية التي علقت ه مصادفة عليها وتخبره بنظراتها أن كل شيء سيكون على مايرام.
في حين أن ابيه لم يكن يشغله كل ذلك واستأنف صراخه بها
شغل
 

تم نسخ الرابط