رواية ميراث الندم للكاتبة امل نصر
المحتويات
لو اضطر للإستدانة كالمرات السابقة من
صدقي أبو سليم الذي دائما ما يعطيه بغير حساب أملا في شراء المنزل ولكن وقبل أن يخرج رده تفاجأ الإثنان بصوت ابنهم وهو يطرق بيده على باب الغرفة قبل ان يقتحمها مرددا
أبوي جدي عبد المعطي باعتلك وعايزك تروحلوا حالا دلوكت
استقام بجسده واقفا يتمتم لزوجته بتساؤل
وبداخل المنزل الكبير
في شقته في الطابق الثاني خرج حجازي من غرفته بالجلباب الصوفي بعد أن استدعاه جده للمندرة لحضور اجتماع هام بها يحضره جمع كبير من كبار العائلة خاطبته والدته تسأله
متعرفش جدك عايزك في ايه ولا الإجتماع اللي عامله بالمندرة دا إيه سببه
علمي علمك والله ياما دي حتى جدتي لما سألتها جالتلي معرفاش
ضحكت سليمة حتى ظهرت غمازتي وجنتيها وعقبت على قوله بمرح
بجى سکينة متعرفش! دا جدك ما يعرف يخبي عنها سر واصل بس معلش برضوا احنا منلومش عليها يا خبر النهاردة بفلوس بكرة يبجى ببلاش
اومأ لها بابتسامة وهو يعدل من الشال الذي يلف به على كتفيه فتابعت قاطبة بتفكير
تحركت قدميه ليردف على عجالة
واحنا هنتعب نفسنا في التفكير والتخمين ليه ما كل حاجة هتظهر بعد شوية ان شاء الله بس ادعي الموضوع ده يخلص بدري عايز اللحج اروح اجيب نادية من بيت اخوها
عقبت سليمة في اثره بعد مغادرته ضاحكة
وفي الأسفل
ولج فايز إلى منزل العائلة على عجالة ليرى سبب استدعاء أبيه إليه سأل والدته عن السبب وأنكرت معرفتها كالعادة ثم دلف لداخل المندرة ليتفاجأ بهذا التجمع لكبار العائلة وشقيقته بجوار أبيها بمجلس الرجال!
السلام عليكم
ألقى بالتحية فررددها خلفه الجميع وخطا ليتقدم نحو شقيقته المتزوجة ببلدة بعيدة عن هنا فلا تأتي سوى في المناسبات أو الضرورة القصوى بعدد مرات قليلة في السنة
هويدا! ازيك يا بت ابوي وايه مجعدك هنا وسط الرجالة
أجابته بابتسامة واثقة
وايه الضرر يا فايز كل اللي في المندرة أعمامي واولاد عمامي دا غير ان ولدي مجاهد جاعد وسطيهم مشتفتوش وانت داخل
نظر نحو الجهة التي تشير إليها شقيقته ليرى ابنها
وسط جمع الرجال مندمج في الحديث معهم بالإضافة لابن شقيقته الأخرى نعيمة والتي تسكن في مدينة ساحلية بعيدة عن هنا بمسافات طويلة قطب يطالعهما ويطالع عدد الرجال الكبار من عائلته وشيء ما بداخله يخبره ان خلف هذا الإجتماع شيء خطېر ليس هام وفقط
أنا اللي بعتلها وشرطت عليها تجعد جمبي لاجل الموضوع اللي جامع الكل عليه
حرك رأسه فايز بعدم استيعاب سائلا باستفسار وهو يجلس على أقرب المقاعد
وإيه اهمية الموضوع ده اللي تخليك تجعد الحريم في مجالس الرجال
قبل أن يجيبه إرتفعت فجأة أصوات الرجالة المرحبة بصخب بابنه حجازي والذي ولج لداخل المندرة ليقابل بترحيب لم يحظى هو بنصفه بل كانت الرد أقرب للفتور عكس هذا الذي بدخوله احدث ضجة
أظلم وجهه وهو يرى معانقة الشباب لولده بالصياح والمرح ومصافحة الرجال الكبار الممتلأة بالود والإكبار
وكأنه نجم والكل يبتغي القرب منه أما هو فلم يلقى منهم سوى التجاهل أو معاملة عادية لا تخلو من الجفاء صك على فكيه عائدا للحديث مع أبيه ليسأله عن سر وجود هويدا بينهم
مجولتش يا بوي الجعدة المجندلة دي سببها ايه
أجاب عبد المعطي وعيناه تركزت على حفيده
اصبر يا فايز ودلوك هتعرف بكل شيء
بداخل السيارة التي كانت تقطع الطريق الذي يتوسط الأراضي الممتدة في نجع الدهشان وفي المقعد الأمامي بجوار شقيقها ناجي الذي كان يقود بوجه عابس يستمع مضطرا لثرثرتها التي لم تنتهي من وقت ان استقلت جواره بعد قضاء يومها في منزل العائلة هي وبناتها الثلاث والذين احتلوا الكنبة الخلفية
عشان بس لما اجولكم بيفتري عليا عشان المحروسة تصدجوني تمن
تيام من ساعة ما وصل من سفرية مصر وهو مهاجرني وبيبات في الأوضة التانية يعني مش كفاية جبر عليا أحمي وارص العيش في الفرن لوحدي
كل ده وما استكفاش أروح احب على رجل المحروسة عشان يرضى عني
دمدم ناجي يعقب بصعوبة وهو يدعي الاندماج معها ناصحا
يا فتنة افهميها وحدك بجى جوزك مبيتحملش على اخته يبجى خلي بالك منها دي عشان تتجنبي المشاكل معاه طال الزمن ولا جصر مسيرها تتجوز
مش باين فيها جواز يا اخوي
هتفت بها تقاطعه لتتابع بصياحها اللذي كاد أن يثقب أذنه
المحروسة بتتجلع على كيفها بترفض في العرسان ومش هامها انها خطت التلاتين وكأنها جاصدة تجعد كاتمة على نفسي واخوها مشجعها
انتبه ناجي من المراة الامامية إلى الصغيرات الاتي توقفن عن اللعب يركزن مع الحديث المحتد من والدتهن فعاد إليها يضغط
متابعة القراءة