رواية ميراث الندم للكاتبة امل نصر
المحتويات
ولا حتى هيعرف يجول اسمه كامل لو حد سأله
بقلب موجوع خرج صوت جليلة من أجل تهدئتها
يا بتي اخوكي جالب الدنيا ومش هيرتاح غير لما يلاجيه احنا نجعنا صغير والجبل حافظينه أكتر من أسامينا
ما هو دا اللي هيموتني ياما اننا جاعدين في جبل اننا جاعدين في جبل
تهتف بها ضاړبه بكفيها على جانبيها بولوله حتى أوقفها بصيحته
الټفت اليه كالغريق الذي يتعلق بقشة تخاطبه
مش انت الكبير هاتي ولدي يا غازي يا دهشان
اقترب حتى وقف قبالها يخاطبها بلهجة واثقة
امك جالتلك الجبل وحافظينه أكتر من اسامينا ولدك هيرجع اسرع ما تتصوري انا طلجت رجالتي في كل حتى مش هسيبوا ركن ودول رجالة شداد الديابه نفسها تخاف منيهم
عادت للندب والبكاء الحارق مرددة
صارت بالاخير تلطم بكفيها على وجهها مع تخيلها للسيناريو الاسوء وقد نفذت طاقة الامل منها مع كثرة الضغوط التي تتعرض لها حتى أجبرته على القبض على كفيها يجبرها على التوقف صائحا بحزم
وكأنها لم تسمعه ظلت تهذي بكل ما يجول بعقلها من هواجس ومخاۏف حتى يأس منها ليهتف بوالدتها
ما تشوفي بتك دي يا خالة
همت جليلة في تنفيذ أمره ولكنها انتبهت على الصوت القريب من أحد رجال غازي
لجيناه يا سعادة البيه لجيناه يا ست نادية
في المساء
وقد هدأت الأوضاع واستقر الصغير والدته التي اطمئنوا عليها هي الأخرى بعد ذلك ليأتي الحديث الجدي بين عزب شقيقها ومجموعة من شباب العائلة التي انضمت في الجلسة مع غازي الدهشان والذي بدأ حديثه بحزم
الكلام دا مينفعش يا عزب الواد النهاردة لو مكناش لجيناه في الوجت المناسب الله أعلم كان هيجراله ايه
يا بوي والله ما بنغفل عنه دي امه اساسا مچنونة بيه وما بتفرطش تسيبه لوحده ابدا دا غير امي نفسها دا غير عيالي وعيال خواتي اللي البيت مليان بيهم كل شوية لحد دلوك ما جادر استوعب كيف دا حصل
تدخل ناجي بتهدئته
متزعلش نفسك يا خوي احنا مصدجينك والله خفف على نفسك جدر ولطف
استشاط غازي حنقا من تساهله المتعمد ليهتف معنفا
ونعم بالله يا سيدي بس احنا منيفعش نسكت ولا نفوت الواد صغير وغريب عن المنطجة مش زي عيالنا اللي حافظين حتى عدد الشجر في الأرض دا غير انه لسانه تجيل واديك شوفت بنفسك مفيش كلمتين مفهومين زين منه عن الراجل اللي كان ماشي وراه
تدخل عارف سائلا بفضول
طب وانت يا غازي مستدرجتش الراجل ولا عرفت ان كان حرامي العيال ولا ايه صفته بالظبط
لا طبعا ودي هتفوتني انا سألت وجررت دا غير ان الرجالة لموا كل المعلومات عنه دا واحد بيبع غزل البنات بيزمر للعيال اللي بتمشي وراه ويلاعبهم
على حسب الكلام اللي جاولو انه عدى هنا وفي الشوارع اللي محاوطة بيت عمك هريدي وجصاده كمان ببجول ان عيال كتيرة كانت ماشية وراه وهو مشغلهم السماعات وبيزمرلهم يعني أكيد لو معتز انضم
مش غريبة يعني ما هو عيل وبيحب اللعب
عقب عزب بغيظ
ابن ال الله يرحمك يا حجازي مينفعش اجيب عليه نص كلمة بس احنا كنا هنتجن واحنا بندور عليه مخلناش شارع ولا بيت في النجع حتى الزرع كنا بنسرب فيه حتة حتة ليكون استخبي في البرسيم ولا في محصول الجمح
تلقف غازي الاخيرة ليزيد من طرقه على الحديد وهو ساخن
اديك جولتها بنفسك الأرض الخلا عندنا كتير جوي حوالين البيت مينفعش نسيب حاجة للظروف واحنا عارفين بالخطړ اللي محاوط معتز ومحاوط امه بعد اللي حصل في بيت الدهشوري الدنيا مولعة فيه والحجة سليمة لما بعدت نادية وجابتها عندنا كانت جاصدة الامان للواد وامه يعني مينفعش احنا نجصر محدش ضامن ما يمكن اللي جصد يتخلص من جوزها ايه اللي يمنعه عن
الواد الصغير لو الظروف اتهيأت جدامه كيف ما حصل النهاردة
اعود بالله
تمتم بها عزب بصوت واضح امام الجميع ليعقب على قوله ناجي بمبالغة كالعادة
طب حد فيهم يجرب منه عشان اعملها حرب وابندجهم كلهم
كبح غازي بداخله سبة وقحة يمنع نفسه بصعوبة كي لا يهجم عليه ثم يسحب لسانه من فمه حتى يخرصه نهائيا
متابعة القراءة