رواية ميراث الندم للكاتبة امل نصر
المحتويات
دليتك ع البنية من أولها دا انا اللي مدخلاها الاسطبل بيدي
أثارت بقولها اهتمامه ليوجه سؤاله لها
بتجولي ايه انتي كمان فسري
فقطع عارف درب الأماني المستحيلة بين الشقيقان بقوله
لا هو بإيدك ولا بإيده يا ست روح دا في الاول والاخر اسمه النصيب النصيب اللي جمعهم في الاخر بعد شتات زي ما جمعني انا كمان في الاخر بيكي يا ست البنات
فعلق غازي متأففا من الرسائل المبطنة التي يتبادلاها امامه بالتطلع ببعضها أمام عينيه مع وجود ذبذبات رائقة وفراشات ملونة تطير حوله في الأجواء لعشق على وشك
هتفت جليلة وهي تدلف لداخل الغرفة ساحبة بيدها معتز ببشرته الندية وشعر رأسه المبتل بعد أن حممته جدته والتي تابعت بالسؤال مشاكسة لها
مالك يا بت ما بتروديش ليه ليكون كمان سرحانة معلش بجى ليكي عذرك
بلاش منه الكلام والتلميحات دي يا ام عزب الواحد مفيهوش دماغ ليها من الاساس
امال دماغك راحة ف ايه كمان دلوك
عقبت بها جليلة ردا لها وهي تجلس على طرف التخت المزدحم بأشياء العروس والتي عبست تجيبها
ربنا يخليه ويحفظه يارب
تمتمت بها جليلة كغمغمة لتصمت بعدها تاركة المجال لابنتها ان كانت تريد الحديث وذلك تقديرا لحالتها والتي شردت هي الأخرى متذكرة قول سليمة الفاصل في حوارها الأخير معها
عايزاني اوافج انتي اللي بتجولي الكلام ده ياما
ايوة انا اللي بجول الكلام ده رغم انه مفيش اصعب منه عليا لكنك شايفة اها جميع ما تروحي في حتة محدش سايبك في حالك سوا رجعتي بيت ابوكي او جيتي بيتي في كل الحالات مفيش سلام ولا امان
مين اللي جالك ان الدنيا هديت
اجفلتها بالسؤال قبل ان تسترسل لها
مفيش حد راح لحاله طول ما في ورث الهم جاعد لازم تعرفي ان اللي جطع فرامل عربية جوزك عشان يخلص منه لساتوا عايش ومش هيستريح غير لما يوصل لنتيجة دا جدك عبد المعطي جالهالي وهو
ايه هو اللي جالوهولك جدي عبد المعطي
سألتها بانتباه شديد وجاء رد الاخرى سريعا
خبرني ان الشخص نفسه اللي عمل العملة زاره في المستشفي بس للأسف مرديش يجولي الاسم
لم تكن شهقة تلك التي خرجت منها بل بدت وكأنها صړخة إجفال صاعقة مدوية لا تستطيع استيعابها
كيف ميجولش الاسم ازاي جاله جلب يخبي عليكي حاجة زي دي
قابلت سليمة لهفتها بقلة حيلة ترد
منور يا ابو الصلح منور البيت والبلد كلها
هتف مرحبا به في منزله الجديد بعدما ارسل اليه من يقله من محطة قطار المحافظة حتى وصل به إلى هنا في البلدة وقد هييء له من الأشياء ما يجعله ينبهر بما يرى والاخر لا يكف عن التعبير عن إعجابه
ايوة بقى ما شاء الله اللهم لا حسد البيت وديكور البيت حاجة الاجة فاخر من الاخر يعني برافو عليك يا عمر
انبسط وجه الأخير واتسعت ابتسامة الزهو على فمه برده عليه
دا بس من زوقك يا ابوصلاح انت اللي عنيك حلوة زي ما بيجولوا او نجول من بعض ما عندكم احسن
ارتسمت على وجه المذكور ابتسامة ساخرة يردد معقبا له
يااا راجل هو انت في حد قدك دلوقتي اصلا ما شاء الله يعني لاحسن تقول عليا بحسدك كمان
اه بس الفصل يرجع ليك
قالها بغموض ظاهرها امتنان اما في باطنها شيء آخر لم يخفى عن صديقه والذي عقب بمكر
يا عم الفضل لصاحب الفضل احنا بس مجرد اسباب المهم بقى انا فرحنالك اوي دلوقتي عشان ربنا كرمك اكتر من اي حد فينا لأنك شاطر وعرفت تلقط الفرصة كويس اوي وتستغلها احسن استغلال بجد انا مبهور بيك يا صديقي
بادله عمر الابتسام ليرد مندمجا معه بعد ذلك في احاديث شتى عن العمل هناك وما فعله هو هنا كبداية لتأسيس مشروع كبير يمكنه من رفع اسمه واسم عائلته لمكانة الوجهاء في البلدة بل والمحافظة نفسها حتى تطرقا لموضوع زواجه ولكن عمر أنهى سريعا كي لا يغوص في تفاصيل لا يود بالبوح بها امامها لينهض متحججا بالقاء نظرة على مأدبة الطعام التي تقام اليوم على شرفه وذلك بإعداد من شقيقاته يلقي عليهن تعليماته الأخيرة من أجل التجهيز للضيف المهم قبل الذهاب الى تلك الصغيرة في غرفتها
هدير جهزتي
متابعة القراءة