رواية ميراث الندم للكاتبة امل نصر
المحتويات
ومعايا تلت بنتة ولسة المحروس اللي خطت التلاتين على حالها نجعد بجى احنا نشيل في جرفها على ما يحل عسيرها دا لو اتحل
أوجفي مكانك يا بت
صړخة هادرة خرجت من عمق حلقه ليوقفها مجبرة قبل أن تصل للباب شعرت على أثرها ببرودة تزحف على طول سلسلة ظهرها ورأسها المتشنح استدار بصعوبة نحوه لتلتف إليه تواجه جزاء ما تلفظت به جف ريقها واقشعر بدنها فزعا بمواجهة چحيم غضبه والذي بدا على ملامح وجهه الذي أظلم واحمرار عينيه الذي أكمل وحشيته حينما صاح ملوحا بسابته أمامها
اخلصي حالا غوري من وشي ونفذي اللي بجوله
على الفور تحركت قدميها اليا لتنفذ أمره قبل أن يفتك بها
وفي مكان آخر
من الخارج
ما زال عصيا على الزمن ويحتفظ ببهائه رغم مرور اكثر من نصف قرن على بناءه شامخ بإباء رغم شيخوخته عنيد صلف كصاحبه وكأنه ارتوى بطباعه من وقت أن قام ببناءه
تمتم بداخله بتمني بعد تذكره لاخر مبلغ عرض عليه في مقابل بيعه
مازالت معاندا على التصدع ولا تتأثر بعامل الزمن ولا حتى بهزة ارضية وكأن مع بناءك اخذت عهدا مع صاحبك على الصمود حتى النهاية ولكن وليكن ياصديقي فقريب أو بعيد هذا اليوم ستأتي ساعتك وسأرى انهيارك لتتساوى بالارض التى أقف عليها الان
خرجت الاخيرة بصوت واضح وهو يتقدم نحو باب المنزل ليلج بداخله وقد استقبلته والدته العجوز بالترحاب كعادتها رغم تعجبها
فايز ولدي! كدة على وش الصبح كمان جرا حاجة في الدنيا ولا ايه
اقترب يضع خفيفة وجنتها قبل أن يتمتم كلماته بنزق
تطلعت عينيها للخلف بفضول لتردف مصححة
اعوذ بالله من المسخرة يا ولدي أنا بس مستعجبة سبب الشجة الغريبة دي كدة على اول الصبح دا غير اني مشيفاش المحروسة مرتك ولا حد من العيال اللي بتجرهم دايما معاك
قلب عيناه بسأم ليتحرك للداخل مرددا بتأفف
انا مش جاي من مخي ياما عشان اعمل حساب مرتي والعيال معايا جوزك هو اللي طلبني امبارح ع التليفون وطلبني أحضر عاجل في أمر هام ع العموم لو مشتجالهم جوي يعني انا ممكن اتصل يحضروا حالا
توقف بنظرة ذات مغزى متابعا
بس اخاڤ لترجعي في كلامك لتزعلي المحروسة التانية وانتي مش حمل جلبة بوزها
قبضت سکينة على حزن قلبها مما يفعله ابنها من ظلم في حق زوجته الأولى ابنة عمه سليلة الحسب والنسب تربية يدها يتيمة الأبوين وولدها زينة شباب كفرهم بسيرته الحسنة واخلاقه الكريمة التي يشهد على حسنها القاصي والداني من أجل هذه المرأة التي لفت عقله بدهائها وميوعتها لتجعله كالخاتم في إصبعها فقالت بتماسك زائف اظهر ضيقها
وبتجول عليا انا اللي بتمسخر يا فايز الله يسامحك يا ولدي ع العموم بيت ابوك مفتوح دايما وفي أي وجت ومهما حصل من خصومة ولا خناج الضفر عمره ما يطلع من لحمه
اومأ رأسه لها بعدم اكترات لا يلقي لكلماتها اهتمام ولا حتى بغصة الۏجع التي تجلت في نبرتها وهي تشير بيدها للأمام
ابوك جوا ادخل شوفه عايز ايه أكيد جاعد مستنيك
لوى ثغره بحنق قبل أن يبتعد ذاهبا عنها نحو
وجهته بداخل المنزل الفسيح تاركا والدته ټضرب كفا بالاخر بيأس وقد فقدت الأمل من اعتدال ولدها أو استقامته
وبداخل الغرفة الواسعة والتي كان يجلس بداخلها عبد المعطي الرجل الكهل على أريكته الخشبية يسبح بمسبحته العقيق ولج إليه فايز يلقي التحية ببعض التقدير والرهبة من هيئته
صباح الخير
ظل الرجل مطرقا برأسه لبعض الوقت
متابعة القراءة