رواية ميراث الندم للكاتبة امل نصر
المحتويات
الفاكهة يتفاوض معه على السعر النهائي لشراء إحدى الأنواع من مزارع العائلة الكثيرة
توقفت تتابعه
لو يتخلى فقط عن عنجهيته معها ويعطيها قيمتها التي تستحقها لكن لا يهم الان فقد أتت اليوم بناء على وصايا والدتها وشقيقها ناجيحتى تستقطبه نحوها ولا تعطي فرصه لهذه المدعوة روح أن تملأ قلبه ضغينة من نحوها
تعقد حاجبيه وظهرت الۏحشية ملامحه في توجيه السؤال الاخر لها
كيف طلعتي من أوضتك بالمنظر ده مش خاېفة لحد من البنتة ولا الشغالين يشوفك
مطت شفتيها المطلية باللون الوردي لتتغنج بخطواتها نحوه قائلة
رغم انه بيتي واعمل فيه اللي يلد عليا لكن اطمن محدش من الشغالين جاعد الساعة دي عشان يشوفني ولو ع البنتة فهما نايمين يعني مفيش غيرك بس اللي شافني بالجميص الجديد ايه رأيك حلو
فتك بها الغيظ لمقابلتها بهذا التجاهل وعدم تقديره لمبادرته للصلح ثم حجب اعجابه بها وكأنه يبخل أن يعطيها حقها بالإطراء بعد تقيمه تغاضت لتقترب جالسة بجواره بصوت مغوي تخاطبه
التف إليها رافعا حاجبه بشړ فقابلت فعله بتبرير على الفور
على فكرة هي بت عمي زي ما هي اختك وتعز علي زي ما تعز عليك دا المصارين بيتخانجوا مع بعض في البطن يبجى احنا اللي بعيد عننا النكد
ظل يتمعن النظر بها بوجه مغلف وكأنه يسشف صدق حديثها أم الكذب ورغم علمه بالحقيقة إلا أنه فضل التريث معها
شهقت بجزع تدعي العتب لقوله
يا مري كيف هتجول الكلام ده دي بت عمي يعني لو مشالتهاش الأرض أشيلها فوج راسي دا بيتها زي ما هو بيتي
ردد خلفها بقصد
ما هو بيتها فعلا
تلفظت بارتباك
أيوة امال ايه دي روح دي اختي الكبيرة وغلاوتها من غلاوة عيالي
اقتربت تلتصق به لتزيد من تأثيرها على مكامن رجولته
ها يا غازي مش ناوي تنور فرشتك دا الأوضة مضلمة من غيرك
زفر يخرج دفعة كثيفة من الهواء المثقل بصدره قبل أن يبدي تجاوبه متقبلا الصلح معها قائلا
فتنة روحي وانا جاي وراكي هتسبح بس واحصلك
هللت بابتهاج الوصول لغايتها لتنهض وتباغته بوضع على وجنته مرددة
ماشي يا سيد الكل وانا هجهزلك الجعدة وهستناك
اومأ لها بهز رأسه فخرجت سريعا تسبقه أما هو فقد ظل لدقائق ينظر لأثرها بشرود
لا يعلم إلى متى يستمر هذا الوضع معها هل بزواج شقيقته سوف ينصلح الحال وتعتدل لا يظن
وذلك لمعرفته الجيدة بعيوب شخصيتها صعبة التغير هي اليوم قد جاءت بناء على نصائح والديها يخمن هذا بدون شك لكن ماذا بعد
أم يكمن العيب فيه وذلك لخبرته القليلة في التعامل مع النساء وذلك بفضل ترييته الصارمة وتعليمه الأزهري الذي منعه من الاختلاط مع الفتيات وقد تولى جده مسؤليته من وقت ۏفاة والده عن عمر التاسعة عشر ليعده لتحمل المسئولية من بعده حتى لم يتسنى له البحث بنفسه عن عروس يتزوجها وذلك لانشغاله الدائم مع جده في متابعة الأرض وحضور الجلسات العائلية والمناسبات العامة ايضا وقد كانت الاختيار الرئيسي من شقيقاته بحكم جمالها المعروف في العائلة
لايوجد أي أشياء أخرى كالمشاعر وهذه الاحاسيس التي يسمع عنها وقد كان السبب هو اصطدامه الدائم بغرورها المستفز أم هي الخشونة المتأصلة به والتي تمنعه من التكيف مع واحدة مثلها
لماذا يستحضره الان مشهد طفلة جميلة كحيلة العينين ذات بشړة بيضاء تناقض لون البحر الأسود بها بضفيرة واحدة طويلة ضمت شعرها من الخلف لتظهر جمال وجهها الدائري وطول عنقها الغض
وقد ذلك في اليوم الذي يخصصه جده لتجمع أفراد العائلة بمأدبة كبيرة كل عام النساء والأطفال في باحة المنزل الكبير والرجال في الساحة الخلفية في الخارج بفراشة ضخمة كي تضم الجميع من أصغر شاب حتى الكهل العجوز
وقد كان في هذا اليوم متأثرا لأول غياب لوالده به وذلك بسبب ۏفاته من شهور قريبة حتى ضاق صدره وخرج عن صحبة الشباب يبحث عن مكان منعزل يجد به السلوى فذهب كي يمتطي حصانه ويخرج به كالعادة ليركض محلقا في فضاء الأرض الشاسعة
ولكنه تفاجأ هذه المرة بهذه الصغيرة تقف أمام السور الخشبي الحاجز وتطعمه بيداها فلم تنتبه الا حينما أجفلها بهتافه
بتعملي ايه عندك يا بت
انتفضت بخضة في البداية حتى سقطت منها حزمة البرسيم الصغيرة ثم سرعان ما تمالكت لترفع رأسها اليه وتحدجه
متابعة القراءة